دنيا |
|
أحمد عبدالحفيظ |
كشف تهافت معظم فاعليات النخبة المصرية على الحوار الوطني وتدافعهم إلى إعلان الغضب لعدم دعوتهم إليه عن انتماء هذه الفاعليات إلى أفكار وآليات ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير العظيم، لقد انتهت جموع الثوار إلى تقديم مطلب التحول الديمقراطي على جميع المطالب والأهداف وبذلك فقد أصبح على جميع من يعمل على أرضية هذه الثورة أن يضبط إيقاعه على هذا الهدف دون سواه. وهذا الهدف لن يتحقق إلا بانصراف الجميع
سوف يتسع صدر أستاذي الدكتور يحيي الجمل لو أخبرته أن فعاليات كثيرة من ثوار يناير تشعر بالدهشة إزاء أكثر تصريحاته ومواقفه!! وأنها باتت تعتقد أن المعني السياسي الكبير الذي مثله عندها لم يتحقق منذ قبل موقعه الوزاري وحتي اليوم. ظننت أن أستاذي ـ بقبول الوزارة ـ لم يستدع تجربة انضمامه للحزب الوطني عام 1983 وعضويته القصيرة في مجلس الشعب في حينه. وإذا لم يتذكر أستاذي معارضتي لهذا الانضمام وكنت ـ وقتها ـ محاميا شابا
فلول النظام الساقط لا تزال تتربص بالدكتور البرادعى. انتظروه فى الندوة التى كان من المقرر حضوره فيها بنقابة الصحفيين، لما لم يحضر حاولوا إفساد الندوة. عادوا للتربص به فى يوم الاستفتاء. هذه المرة كانوا واثقين من حضوره. تجهزوا بالطوب والحجارة. رشقوه بما فى أيديهم، ومنعوه من الإدلاء بصوته. هى عملية بلطجة ساقطة جديدة من فلول النظام المخلوع تقطع فى استمرار وجودهم فى الشارع بلا ردع. عملية ذكرتنا بيوم "معركة الجمل". ولكن لأن الذكرى لا تنفع المجرمين
أرجو أن يمتلك الناصريون واليسار المصري عموما من شجاعة الموقف وقوة الضمير ما يدعوهم إلي إعادة اكتشاف المرشح الرئاسي محمد البرادعي.. أنا أكثر من هاجمه وقسا علي مؤيديه في هذا المكان. كان ذلك بحسابات ومعايير ما قبل ثورة يناير المجيدة. اليوم وبعد هذه الثورة، وبمعاييرها، ووفاء لروحها فإني اعتقد أن الرجل هو أفضل الأسماء المطروحة من المرشحين. اليوم أعلن أن من قالوا إنه ألقي بالحجر الأكبر
تحية إجلال وتقدير لك فلو شئت فإن أبواب التاريخ مفتوحة لاستقبالك راعيا تاريخيا وأبا روحيا للجمهورية الثانية في مصر الثورة. ثورة يوليو 1952، وثورة يناير2011، مجتمعتين. بيدك يا سيدي ومعك المجلس الأعلى للقوات المسلحة وضع برنامج زمني لفترة انتقالية حقيقية مدتها نحو عشرة أشهر لا غير، تخرجنا من العهد المخلوع إلي عهد ديمقراطي حقيقي بشر به ثوار يناير الميامين. إذا أذنت لي يا سيدي فإني اقترح ما يلي
الآن سقطت الأقنعة عن الوجوه، وشاهت وجوه كثيرة واحترقت، وتعفنت أفكار كثيرة وانكشف مكانها الطبيعي في مزابل التاريخ. سقط النظام، انهارت هياكل أجهزة أمنه القمعية وانداست تحت أقدام الغاضبين، يحللها بالعار دماء عشرات الشهداء من أبناء الشعب الثائرين. وسقط ما يسمي بحزبه الحاكم وداست أقدام الغاضبين أغلبيته المزعومه، وراحت أثرًا من بعد عين
هذا المواطن البائس يستحق تكريم جميع الحكام العرب. حاول إحراق نفسه أمام مجلس الشعب المصري احتجاجا علي نقص حصة الخبز التي يحتاجها حانوته الصغير فأثبت أن ما جري في تونس غير قابل للتكرار السريع وبذات الطريقة في بلاد العرب الأخرى. وهذا هو عين ما تجاهد لإثباته جميع الأنظمة العربية منذ فر صاحبهم زين العابدين بن علي هاربا من غضبة شعبه الثائر في تونس الخضراء.
منذ سنين وأنا مشغول بالبحث عن سر تلك الحالة التي تحياها أمتنا من الانفلات الديني، بدءا بالفتاوى المتضاربة في قضايا جوهرية من نوع حد الردة، وحكم الخروج علي الحاكم الظالم، ومتي يتوجب جهاد الأعداء، ومتي تجوز معاهدتهم، ومتي يكون اللجوء للقوة أو العنف جهادا مشروعا، ومتي يصبح إرهابا محرما، وجواز ترويع الآمنين أو تفجير دور العبادة، أو إرهاب السياح، والموقف من أمور تمثل جوهر الاجتماع البشري مثل الوطن والقومية...
جاء التفجير الإجرامي أمام كنيسة الإسكندرية وما تلاه من ردود فعل غاضبة مصداقا لما سطرناه في "دنيا" بعدد "العربي" السابق عن خطورة بعض ما تسمعه جموع مواطنينا داخل دور العبادة "علي عقائدها وأوطانها وحياتها كلها".