قضايا |
|
أحمـد الجمال |
منذ تكليف الدكتور يحيى الجمل في حكومة الدكتور أحمد شفيق لم أكتب حرفاً واحداً عنه مدحاً أو قدحاً، كما أنني لم أكتب أيضا عن عصابة الحكم السابق والتشكيل العصابي في الحزب الوطني والوزارة والرئاسة، رغم أنني عبر السنين الطويلة الماضية لم أتوقف عن معالجة الأوضاع في مصر وبضراوة أظن أن كثيرين توقفوا عندها، وفي الوقت نفسه، لم أوف البيت الذي أنتمي إليه وهو الحزب الناصري، فانتقدت لدرجة الهجوم الواضح أوضاعه المتردية
في حياته وبحضوره انتقدته لدرجة اعتبرها البعض تهجمًا وخروجًا عن الآداب المرعية في الحوارات عامة وبين الأجيال وداخل التكوينات السياسية التي تعرف التراتب التنظيمي خاصة، وقد تحمل ذلك كله.. كان يغضب ويعلو صوته ويطرق الطاولة أحيانًا، ولا يمضي وقت طويل حتى يصفو ويعفو وينصت إلىّ بعمق ويتلذذ بالسخرية على من يزعم لنفسه قوة أو معرفة وهو منهما خالي الوفاض شرط أن تأتي السخرية من أحد آخر غيره، وكانت الصدفة تجعلني ذلك الآخر..
من الطرائف ذات المغزى العميق واحدة كان يرويها بطريقته المميزة صديقي السفير الدكتور "هشام محيي الدين ناظر" السفير السابق للملكة العربية في مصر، وتقول الطرفة إن صاحبين من بلدة "بريدة" في الجزيرة العربية جلسا يتناقشان في أحوال الأمة الإسلامية، وبعد أن ظهر خلافهما حول أمور فقهية، اتجها إلى أوطان الإسلام وكانت البداية بالأطراف البعيدة، أي أمريكا الشمالية والأخرى الجنوبية، واتفقا على أنهما بعيدتان عن الإسلام الصحيح فهمًا وسلوكًا بحكم المسافة البعيدة وحداثة دخول الإسلام.
كان من الواجب أن أكتب عن الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أو أن أكتب عمن تتردد أسماؤهم للترشح لرئاسة الجمهورية.. فهناك العديد من القضايا الداخلية التي تستحق الاهتمام وإبداء الرأي، غير أنني لا أبالغ إذا قلت إن مشاعر الأسى والألم والفزع قد استبدت بي جراء ما يحدث على حدودنا الغربية في ليبيا، حيث المذبحة الإجرامية الفادحة التي يرتكبها معمر القذافي وأولاده وبطانته وعبيده ومرتزقته، ناهيك عن الذين مازالوا في غيبوبة
لابد أن يستكمل الشباب في الحزب الناصري حركتهم لبناء حزبهم بما يصحح ما حدث فيه من خطايا وأخطاء، ويحول دون تكرارها ويكفل وجودا قوميا ناصريا يليق بتراثنا القومي ونضال أمتنا في حاضرها ومن أجل مستقبلها. وهنا أكرر اعترافي بخطيئة ارتكبتها مع آخرين عندما لم أستمع لنصيحة الأستاذ محمد حسنين هيكل، وكان ذلك عام 1976 إذ كنت في زيارته وسألني من أين أتيت؟
لا أدعي الحكمة بأثر رجعي، ولا أزعم القدرة على التنبؤ العلمي الدقيق، ولكن هكذا شاءت التراكمات.. شاءت أن أكتب السطور التالية لتُنشر يوم الأحد 23 يناير 2011 أي قبل يوم الثورة بيومين.. واسمحوا لي أن أعيد نشر ما نشر في ذلك اليوم: "أفكرُ في تأسيس مجموعة عمل وطنية لتعمل بعيدًا عن الأحزاب السياسية وعن حركات الاحتجاج المدنية وعن كل ما فيه مناصب ومواقع من فئة
اللهم لا شماتة.. ينبغي أن يقولها المرء التزامًا بقواعد الأخلاق وتعاليم الدين.. أما الالتزام بقواعد المنهج العلمي في قراءة الظواهر وتحليلها واستخلاص دروسها فإنه يحتم أن نشمت "بالثلاثة" سواء على المستوي السياسي أو مستوي الفهم التاريخي لاستخلاص دروس التاريخ وعبره.
تعمى الأبصار وتنطمس البصائر كي تدوّل الدول وتزول العروش وتتحطم الكراسي ولتصدق الحكمة العامية: "يوم لك ويوم عليك لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"، ولتدور على الباغي الدوائر فيتحقق قوله تعالى: "يعز من يشاء ويذل من يشاء".
أفكرُ في تأسيس مجموعة عمل وطنية لتعمل بعيدًا عن الأحزاب السياسية وعن حركات الاحتجاج المدنية وعن كل ما فيه مناصب ومواقع من فئة "رئيس ومنسق وأمين ومتحدث رسمي وإلى آخره"، وتكون مهمتها الأساسية المبدئية والنهائية استعادة الوعي الوطني بجذور الوطنية المصرية ومكوناتها وتاريخها ومراحل نهوضها ومحطات انحدارها، ورموزها، والسعي لاستنهاض الهمة الوطنية عبر العمل
الشائع في الثقافة الشعبية هو أن الجدل البيزنطي دار حول إجابة سؤالين الأول: أيهما أسبق: الدجاجة أم البيضة؟! والثاني حول جنس الملائكة ذكر أم أنثى؟! أما الحقيقة التاريخية التي سجلها مؤرخو بيزنطة فتقول إن بيزنطة التي كانت عاصمتها القسطنطينية ـ "استانبول" الحالية ـ انشغلت بالنقاش حول طبيعة السيد المسيح وأيضا طبيعة السيدة العذراء
أود في البداية أن أقدم التحية الصادقة والاحترام العميق لقواتنا المسلحة، وللمشير محمد حسين طنطاوي، والسبب المباشر لذلك هو ما أفصحت عنه الوثائق الأمريكية المبثوثة على موقع "ويكيلكس" وفيها أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت أن يقوم الجيش المصري بمهمات خارجية وبمكافحة الإرهاب خارج حدود مصر، وبالتنسيق مع الأمريكان والدولة العبرية، ولكن جاء الرفض واضحًا وقاطعًا وصارمًا ومؤكدًا أن الجيش المصري مهمته الأساسية والوحيدة هي الدفاع عن التراب الوطني، وقالت الوثائق إن الأمريكان يعتبرون المشير طنطاوي العقبة الأساسية في تنفيذ ما يريدون.