سيرة الفن |
|
ماهر زهدي |
لا أعرف سر هذا الإصرار على وجود برنامج "مصر النهارده" رغم الفشل الذى بات يلازمه، والتهاوى يوما بعد يوم، وحتى لا يشمت البعض، نطمئنهم أنه لم يتهاوَ لأن "جهابذة الإعلام" ممن كانوا يعملون فيه انصرفوا عنه إلى غير رجعة، ولكن لأنه أصبح أحد أهم البرامج التى فقدت مصداقيتها على شاشة التليفزيون المصرى، بعد فضح مواقف من كانوا يعملون فيه وتناقض مواقفهم، بعد أن "انقلب السحر على الساحر"، ولم يكن يفرق معهم تغيير موقفهم
بعيدا عن التغيير والتطهير اللذين يدعو لهما أهل ماسبيرو، فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ووزارة الإعلام، سواء المعتصمون منهم أو من هم دونهم ممن لم يشاركوا الاعتصام، هناك مشكلة حقيقية وخطيرة يواجهها اتحاد الإذاعة والتليفزيون، متمثلة فى الرقم الفلكى فى العاملين فى هذا المبنى، والذى يتخطى 45 ألف نسمة!! مشكلة حقيقية وخطيرة، يمكن أن تواجه أى شخص يجلس على رأس هذا الاتحاد، أو حتى على رأس وزارة الإعلام
الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء، هو الوحيد الباقى من حكومة الفريق أحمد شفيق الذى أتى به الرئيس السابق مبارك، وهو الوحيد الذى تم الإبقاء عليه فى حكومة الشرعية الثورية التى شكلها الدكتور عصام شرف، ولم يرحل د.الجمل مع حكومة شفيق التى بكى على رحيلها، وليته كان رحل معها.. ليس لأننا نبغضه، ولكن لأننا لا نرضى ببكائه! الدكتور الجمل لم نكن نسمع صوته أو نراه خلال تواجده فى حكومة أحمد شفيق، رغم أنه كان يشغل نفس المنصب الذى يشغله الآن فى حكومة شرف
أعتقد أنه من أهم الدروس المستفادة من حكم الرئيس السابق مبارك، والتي يجب أن نلتفت إليها ونتجنبها تماما ـ إلى جانب شخصيته العنيدة ـ البطء في اتخاذ القرارات، تلك الصفة التي كانت تنعكس على كل قراراته سلبا، وللأسف كانت تنتقل بالتبعية إلى كل من كان يختارهم من رؤساء وزارات ووزراء، واتضح ذلك بشكل كبير تحديدا في حكومة عاطف عبيد، ثم حكومة أحمد نظيف، وصولا إلى حكومة شفيق الأولى، قبل التنحي، وظلت الصفة ملازمة ـ عن عمد طبعا ـ لحكومة شفيق الثانية
من المطالب الرئيسية والملحة، التي يطالب بها العاملون في ماسبيرو، وأعتقد أنه من الضروري والمهم جدا أن يؤخذ هذا المطلب بعين الاعتبار، ضمن حركة التطهير والتطوير المنتظرة في المرحلة المقبلة، أن يتم توضيح دور قطاع الأمن بماسبيرو!! من الضروري أن يتم الإعلان بشفافية ووضوح دور هذا القطاع ونشاطاته داخل المبني، هذا القطاع الذي مر بمراحل عديدة، حيث بدأ بحفظ الأمن في الدخول والخروج من وإلي المبني، وبتأمين خروج الشرائط
حالة إحباط غير عادية تسيطر على العاملين فى ماسبيرو فى كل القطاعات.. حيث يشعرون بأنه لا يزال اللوبى المسيطر منذ عهد وزير الإعلام المخلوع أنس الفقى، هم أنفسهم الذين حاولوا الالتفاف والتلون والتقرب والتسرب إلى اللواء أركان حرب طارق المهدى الذى جاء لفترة قصيرة جدا ليقوم بأعمال رئيس الاتحاد، منتهزين فرصة أن الرجل لم يكن يعرف أياً منهم ولا تاريخه ولا ما عليهم من مخالفات وفساد قاموا به على مدار السنوات الماضية!
لا أعرف لماذا خصص الإعلامى "محمود الوروارى" المذيع بقناة "العربية" حلقة خاصة يوم الجمعة الماضي عبر القناة، استضاف خلالها الممثلة سماح أنور، لتدافع عن موقفها من الثورة، وتبرر ما قالته؟! لا أعتقد أن الهدف من الحلقة هو التأكد من أن سماح قالت ما قالته عن ثورة 25 يناير، أو ما نعتت به شباب الثورة، وطالبت بحرقهم فى ميدان التحرير!
من الجميل والرائع أن تقوم القوات المسلحة المصرية بحماية مبنى الإذاعة والتليفزيون المصرى فى ماسبيرو، والحفاظ عليه ضد أى محاولة للعبث أو خلق أجواء اضطرابات وحالة من البلبلة، والتنبيه بعدم ترك مواقع العمل فى المبنى للسيطرة على حالة العصيان والخروج فى مظاهرات غاضبة واعتصامات داخل المبنى وخارجه، حتى يتم إعادة الأجواء الهادئة والحياة إلى طبيعتها.
هذا العمود تم نشره فى جريدة العربى بتاريخ 5 ديسمبر 2010، وأعيد نشره اليوم دون تدخل بالحذف أو الإضافة، حتى بعلامات الترقيم، للتأكيد على أننا قلنا ـ وقبله عشرات بل مئات المقالات ـ التى تندد بالفساد الذى وصلنا إليه، وبالفشل الذى عليه وزير الإعلام والمقربون منه ولم يفهموا ولم يسمعوا.. والحمد لله أنه قد فات الأوان لأن يسمعوا أو يفهموا. أزمة إعلام.. أم أزمة دولة
البيان الذى صدر من جموع الفنانين ـ أكثر من 150 فنانا ـ تعبيرا عن تضامنهم مع غضبة الشعب المصرى، ضد الظلم والفساد والمطالبة بالحريات قبل رغيف العيش. هؤلاء الفنانون الشرفاء، يتقدمهم عدد من الفنانين الرائعين، منهم خالد الصاوى وجيهان فاضل، وغيرهما من الفنانين الذين أعلنوا موقفهم المساند للشعب، بلا خوف ولا حرج، أثبتوا بحق أنهم جزء غير منفصل عن جسد الأمة، أثبتوا أنهم على وعى كبير، بعكس واحد مثل الممثل عادل إمام
فى الوقت الذى تشتعل فيه الأجواء من حولنا وتتعالى الأصوات فى وجه الأنظمة الفاسدة، من أجل التغيير وحرية التعبير، وحصول الشعوب على حقوقها المهدرة، لا يزال الإعلام المصرى يتعامل مع هذه القضية على أنها "تطرف فكرى" نحن أبعد ما يكون عنه!!
فقد كتبنا العام الماضي عن المليون والمائة وستة وعشرين ألفا ونصف من الجنيهات، قيمة الحوافز التي حصل عليها خمسة من رؤساء القنوات في ماسبيرو خلال ستة أشهر فقط في الفترة من أبريل 2009، حتى سبتمبر من نفس العام، وأن هؤلاء الخمسة المحظوظين، تم توزيع هذا المبلغ عليهم، كل وفق قدراته ومكانته، وأنهم إذا كانوا قد حصلوا على هذه المبالغ في شكل حوافز خلال ستة أشهر فقط، فما الذي يمكن أن يحصلوا عليه بقية العام؟
هذا الرقم ليس ميزانية أحد القطاعات في ماسبيرو، أو رواتب موظفيه على كثرتهم، ولا حتىميزانية إنتاج برامج خلال دورة من الدورات لأحد القطاعات في اتحاد الإذاعة والتليفزيون.