نحن الآن في زمن الشيطان.. حرائق طائفية اندلعت في أطفيح وامتدت للدويقة والزرايب والمقطم والسيدة عائشة ومنشية ناصر ووصلت لعدد من المحافظات. وحرائق بلطجية التهمت المنازل والمصانع ودمرت السيارات وأدت إلى نهب الشقق وترويع المواطنين. وقبلها شهدنا الحرائق الانتقائية التي قضت على الملفات والمستندات التي لم تمكن تعرف محتوياتها.. سوي العفاريت المحبوسة منذ أيام
الآن أعود لأكرر ما سبق أن طرحته عن خطورة التباطؤ فيما يجب الإسراع في حسم أمره.. وخطورة الإسراع فيما يستدعي التمهل فيه والتأني وإشراك الجميع في مناقشته، أعود لهذا الحديث وقد زادت المخاطر بل وتفاقمت في الأمرين.. وتعلق بهما مصير الوضع الأمني في البلاد من ناحية، والوضع الاقتصادي المهدد من ناحية أخري، وفي العمق من الصورة نري مسارا خاطئا للتوجه السياسي وأهداف الثورة التي التف حولها الشعب والجيش
لأن ثورة 25 يناير غير مسبوقة في تاريخ مصر إن لم يكن في العالم فقد نتجت عنها تداعيات غير مسبوقة أيضا في تاريخ الثورات، إذ أصبحت البلاد تعيش في حالة من الخلل تؤدي إلى حالة من الفوضى تزداد ملامحها ساعة بعد ساعة مثل كرة الثلج التي تكبر وتتضخم كلما تحركت حركة لا إرادية ودون بوصلة تحكم مسيرتها إلى نهاية محتومة. وفي إطار خصوصية ثورة 25 يناير هذه ينبغي الإشارة إلى أن الثورة العرابية (1881-1882)
في خضم الاتهامات الموجهة إلي الرئيس السابق حسني مبارك، هناك اتهام خطير لم يثر حتي الآن ويجب أن يوجه له، وهو قيامه في سنة 1986 بإلغاء البرنامج النووي المصري بشكل مفاجئ وبدون تشاور مع أحد مما هدد أمن مصر القومي من خلال تكريس الخلل في ميزان القوي الإقليمي، وأدي إلي إهدار ثروة مصر من العلماء النوويين وإغلاق الباب أمام دخول مصر العصر النووي. وقد سبق أن توفرت علي دراسة ملف البرنامج النووي المصري منذ سنة 1980
من يتأمل ما يجري علي الساحة المصرية أيام تفجر الثورة وبعدها يجد عجبا يفوق قدرة أمثالي علي الاستيعاب بل وأحيانا علي تصديق ما أري. في البداية لم يكن غالبية الناس يتصورون أن ما دعي له من تجمع جماهيري يوم الخامس والعشرين من يناير يمكن أن يفضي إلى ثورة، ثم سرعان ما تبدل الحال وارتفع سقف المطالب إلى رحيل مبارك وإسقاط النظام مما هو معلوم للكافة. عند هذه النقطة تحول الموقف الجماهيري إلى ثورة،
لا يزال الفريق الذي أدار ثروتنا البترولية من الزيت الخام والغازات الطبيعية تحت رئاسة الوزير الأسبق سامح فهمي، موجودا ويمارس دوره في استمرار النظام القديم والذي أهدر ثروتنا البترولية بأبخس الأسعار. قد يكون الوزير الجديد عبدالله غراب وجها غير قبيح ولكنه من الوجوه القديمة التي اختارها سامح فهمي، وكنت أتمني ألا يختار الدكتور عصام شرف في حكومته المفترض فيها "الطهارة الثورية"
طالما تشكك القطريون فى الوحدة العربية، ورفعوا شعارات "مصر أولا"، "الأردن أولا"، "الكويت أولا" وكأن الوحدة العربية ضد المصلحة القطرية، والمصلحة القطرية ضد المصلحة العربية. ونسى هؤلاء أن الوطن العربى فى المشرق قد استعمر بعد أن خسرت تركيا الحرب العالمية الأولى وعقدت اتفاقية سايكس- بيكو على تقسيمه. فى حين أن المغرب العربى كان قد احتل منذ القرن التاسع عشر، الجزائر فى 1830 ثم تونس والمغرب وموريتانيا
مكمن الخطر الذي يهدد ثورة 25 يناير يكمن في مفارقة أن قوي الثورة أو ممثلين عنها لم يصلوا إلي السلطة ومراكز القيادة التي تدير أجهزة الحكم والدولة. فأغلب الوزراء وقيادات الأجهزة المحلية والشرطة والإعلام هم رجال مبارك ومن رموز حكمه البائس، والمشكلة ليست شخصية مع هؤلاء وإنما مع منهجية التفكير والعمل، التي تعلموها والتزموا بها والأهم نشروها في مفاصل الحكم والدولة. حتي صارت من بين المكونات شبه المقدسة
في الأسبوع السابق على 25 يناير تلقيت دعوة من منتدي الجزيرة للمشاركة في ندوة عن الإنترنت وحرية التعبير ـ التقيت خلال الندوة بعدد كبير من الأجيال الجديدة الذين أصبحوا كوادر منتخبة في استخدام الإنترنت وأدواتها من فيس بوك ـ تويتر ـ ومدونات blogs كان أغلبهم من المدونين ودورات مناقشات ساخنة أبرزت الفجوة بين الأجيال وعلاقتها بالإنترنت وتكنولوجيا المعلومات حاولت الأجيال القديمة فرض وصايتها المقنعة من خلال طرح رؤاهم
أبي العزيز ـ حبي وأشواقي إلى روحك الطاهرة التي أشعر بها تقترب منا وترفرف حولنا في هذه الأيام العظيمة من تاريخ مصر، وأشعر كم هي سعيدة بما حدث في مصر من انتصار للحق علي الباطل ومن نهاية لعصر كان الفساد والظلم يسودانه وكان الكذب والنفاق سمات غالبة فيه، وندرت إبانه القدوة الصالحة، وقد كنت عدوا لهذه الصفات جميعا التي سادت مصر في غفلة من الزمن ـ تعلّمنا منك كما تعلّم منك الكثير من أجيال أبنائك وإخوانك