في الهواء الطلق |
|
جمال الدين حسين |
خير ما فعل الدكتور عصام شرف أن سحب ملف الحوار الوطني من الدكتور يحيي الجمل وقام بإسناده للدكتور عبدالعزيز حجازي.. ويا ريت رئيس الوزراء يسحب منه باقي الملفات والاختصاصات ويريحه ويريحنا حتي يتفرغ سيادته لهوايته المحببة لنفسه في الظهور على شاشات الفضائيات.. والرغي والكلام في قعدات "المصاطب" التليفزيونية.. فقد جاءت فترة على الدكتور الجمل كان يتنقل فيها بين استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي..
لا يزال حسني مبارك يحكم مصر من خلال رجالات عهده ومنهم المحافظون ورؤساء الجامعات ومن يشغلون المناصب القيادية في بعض هيئات الدولة.. وجلال دويدار الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة هو واحد من هؤلاء.. وهو بحكم المنصب وتأثير الصحافة والإعلام يعد أخطرهم على الإطلاق.. وتكمن خطورة دويدار في عدم دراية الدكتور يحيي الجمل بملف الصحافة القومية وأوضاع المؤسسات وعلاقات العمل داخلها.. كما تأتي خطورة دويدار من علاقاته الوطيدة
عندما منعت من الكتابة والعمل في روزاليوسف على مدي أكثر من عشر سنوات منذ بداية عام 2001 وحتي الآن احتضنتني صحيفة "العربي" في وقت كان فيه رئيس مجلس الإدارة الأسبق لروزاليوسف وحاشيته من المتآمرين الذين ورثوا مناصبه من بعده يريدون اغتيال وجودي كصحفي.. ولهذا فلن أنسي ما حييت فضل صحيفة العربي وأصدقاء العمر منذ أيام الدراسة بجامعة القاهرة في بداية السبعينات من القرن الماضي الأساتذة: عبدالله السناوي وجمال فهمي ومحمد حماد..
إذا كان الاستفتاء على التعديلات الدستورية هو محور الاهتمام الرئيسى للرأى العام.. فإن موضوع تعيين قيادات صحفية فى المؤسسات المملوكة للدولة يشغل هو الآخر حيزا كبيرا من الاهتمام حيث تعالت بعد ثورة 25 يناير ضرورة تغيير جميع القيادات الصحفية والإعلامية التى جرى تعيينها فى السنوات الخمس الماضية ومنذ 3 يوليو 2005 وحتى الآن لكونهم أبواقا للنظام البائد وأعضاء بأمانات السياسات والإعلام والتثقيف بالحزب الوطنى ولأنهم كانوا يدينون بالولاء التام والمطلق
تقول دروس التاريخ وتجارب الأمم والشعوب إن الثورات الكبري تصنعها طليعة من الثوار يقدمون أرواحهم ودماءهم فداء لتحقيق أهدافها في الحرية والعدالة وحكم الدستور وسيادة القانون.. ولكن قد يحدث أن يقفز الانتهازيون فوق تلك الثورات بعد نجاحها ليتصدروا مقدمة مشهدها السياسي ويحاولوا الإمساك بدفة مسيرتها.. وربما ينحرفون بها بعيدا عما كان يحلم به الثوار صناع تلك الثورات ومفجروها..
ليس كل من شغل منصبا سياسيا أو قياديا في عهد الرئيس السابق هو إنسان فاسد يجب إبعاده عن منصبه وموقعه.. ولو أخذنا بهذا الرأي الخاطئ الذي ترفعه لافتات البعض في ميدان التحرير احتجاجا علي حكومة الفريق أحمد شفيق فسوف تصاب جميع مرافق ومؤسسات الدولة المصرية بالشلل التام وتسقط معها البلاد في فوضي مدمرة خاصة في ظل تأجيج عناصر الثورة المضادة للاعتصامات والاحتجاجات والإضرابات في قطاعات العمل الإنتاجية
قدر الإخوة القادة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أن فترة 6 شهور هي فترة كافية لإتمام التعديلات الدستورية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة ديمقراطيا.. وقد اعترض البعض وأنا واحد منهم علي قصر تلك المدة الزمنية.. وينطلق هذا الاعتراض من أسباب منطقية أولها أنه إذا أجريت انتخابات برلمانية خلال فترة الستة أشهر تلك فإن القوة المنظمة علي الساحة السياسية التي تستطيع
من الآن وعلي مدي سنوات الحياة القادمة سوف يحتفل شعب مصر العظيم في يوم الــ25 من يناير من كل عام بعيد ثورته الشعبية المجيدة عيدا وطنيا لمصر كلها.. وسيحتفل أيضا بيوم 11 فبراير كتاريخ لانتصار إرادة الشعب المصري على إرادة الحاكم المستبد.. وسوف يشارك الأحرار في العالم شعب مصر الاحتفال السنوي بهذا اليوم العظيم بعد أن بهروا بالثورة السلمية التي قادها شباب مصر.. وبهروا بإصرار جماهير الثورة على إسقاط الحكم الاستبدادي
تتحمل الشرطة جزءا كبيرا من المسئولية عن الأحداث الأخيرة.. ولهذا ينظر الكثيرون من أبناء الشعب المصري نظرة عدم رضا ـ وربما كراهية ـ إلى وزارة الداخلية وأجهزتها والعاملين فيها.. ويعتبرها الكثيرون وزارة سيئة السمعة والسلوك.. والمؤكد أن هذه المشاعر وتلك النظرة هي نتاج ميراث متراكم من الممارسات اللاإنسانية وغير القانونية تجاه المواطنين سواء داخل أقسام الشرطة أو في الشوارع.. إضافة إلى دور أجهزة وزارة الداخلية
أي نظام يستخف بإرادة الجماهير ويزور الانتخابات ويشكل البرلمانات علي هواه ويحتكر سلطة التشريع يجب إسقاطه.. وأي رئيس يريد أن يحكم للأبد مادام في الصدر قلب ينبض وأنفاس تتردد يجب إسقاطه.. وأي رئيس يخلف القسم بالله العظيم ويتجاوز القانون ويعدل الدستور علي مزاجه يجب إسقاطه..
وسط الذهول والصدمة من بشاعة جريمة تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية غاب العقل والبصيرة عند البعض وتناسي العقلاء والرموز من الإخوة الأقباط التهديدات التي جاءت من تنظيم القاعدة الإرهابي من العراق بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المسيحيين في مصر..